صناعة " الرأي العام "
سنحاول تسليط الضوء على هذه القضية من خلال مثال " واضح " هزّ وجدان العالم " المتحضّر " في كينونته الانسانية ومنظومته الأخلاقية .
فمنذ ست سنوات والمأساة السورية لم تتوقف ، وهي في تعالٍ مستمر ، لكن جملة " التشعبات الإقليمية والعالمية " وتقاطعاتها المصلحية ( الداخلية المتناقضة) كانت السبب وراء هذا الاستمرار ( الدموي ) بكل ما تحمله الكلمة من معنى ...؟
إلى أن جاءت " لقطة الحسم " في لحظة الحسم ( على ما يبدو ) في نشر صورة الطفل " آلان كردي " التي تختزل المأساة السورية بأدق تفاصيلها ، ولو علمنا أن " وكالة أنباء " من دول الجوار السوري كانت صاحبة الإمتياز في الإستفراد بنشر اللقطة " لعلمنا مدى نفوذ هذه السلطة " الرابعة " هذا إذا نظرنا للمشهد العام في لوحة متكاملة لا تخلو من أبعاد سياسية " داخلية وخارجية " بالإضافة لأبعادها الانسانية طبعاً .
فاللقطة لم تكن الوحيدة من حيث التأثير على نفسية " المتلقي " وحجم الكارثة كانت أقل ، إذا ما قارناها بأسر ثانية " وحالات أخرى أكثر فجاعة، فهناك عائلات فقدت أكثر من هذا العدد بكثير " .
وبما أن الرأي العام باتت صناعة " موجهة " في اللحظة المناسبة والزمان والمكان المناسب "اللحظة الزمكانية " فلا يمكن أن نستثني الجغرافيا ، هنا أتت أهمية اللقطة وتأثيرها في مشهد تراجيديٍ مؤلم ، فكانت رسالة " سياسية " بضرورة إقامة منطقة آمنة لتقتل بهذا " الحجر " أكثر من عصفور
- إفراغ المنطقة ما أمكن من أهلها
- تقديم التسهيلات بشكل غير مباشر للهجرة
- ضخ أموال طائلة من " السوق السوداء " لمافيا المال المرتبطة بجُلها بأجهزة
استخبارات " دولية وأقليمية وحتى بقوى محلية
- رفد الأسواق العالمية باليد العاملة " الخبيرة والرخيصة "
- جس " العنصر البشري في مجتمعات باتت تعاني من خلل في " الزيادة السكانية "
- تحسين المواقع في السياسة العالمية " صنّاع القرار"
طبعاً لايمكن القول بأن " المهاجر " هو الخاسر ، فقد وجد ضالته في بديل أكثر أمان ومستقبل أضمن ، له ولأسرته ولأولاده .
فللقضية أبعاد " انسانية- سياسية – اقتصادية – اجتماعية ....إلخ . أيضاً ، هذا التسليط الإعلامي لا يمكن أن يأتي من فراغ ، تقف وراءها حكومات ومؤسسات مرموقة تصنع " على مستوى العالم " رأياً عاماً – بل وتوجهه – حيث تريد ضمن خطة مرسومة مسبقاً ، وتملك الخطة " ب " البديلة إن حدث طارئ ، فحملات التعاطف " العالمية " حول المهاجرين صناعة إعلامية بإمتياز ، تستغل بذلك " الجانب الأخلاقي والقيّمي لمنظومة الانسان الحر "
لا نقصد هنا دول محددة ، لكن هي محاولة تسليط الضوء على كيفية وأهمية " صناعة رأي عام موجه " نحو قضية ما ، ودور الجهات السياسية والإعلامية في ذلك عبر آليات متعددة للمساهمة في هذه الصناعة " الرابحة " لكل أطراف المعادلة ، هي في بعدٍ من أبعاده حرب " الكل فيها رابح "
الباحث الاجتماعي : حسن خالد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق