حضانة الأم في الإسلام
حضانة الأطفال هي مسؤولية ورعاية الطفل
بعد انفصال الوالدين أو في حالة وفاة أحد الوالدين. في الإسلام، تعتبر حضانة
الأطفال واجبًا مهمًا يُعنى به مصلحة الطفل أولاً. ويُعد ترتيب الحضانة في الشريعة
الإسلامية من الأمور التي تحكمها قواعد شرعية تهدف إلى حماية حقوق الطفل ورعايته
بشكل أفضل.
مفهوم الحضانة في الإسلام
الحضانة في اللغة تعني الضم إلى الحضن،
وفي الاصطلاح تعني تربية الطفل ورعايته وتعهده بما يصلحه في دينه ودنياه. يشمل ذلك
توفير الأمان، والطعام، والتعليم، والرعاية الصحية، والتربية الأخلاقية والدينية.
أولوية الأم في الحضانة
الأم هي أول من تُعطى حق الحضانة في
الشريعة الإسلامية، وذلك بسبب الرابطة القوية والطبيعية التي تجمعها بالطفل،
وباعتبارها الأكثر قدرة على تقديم الرعاية والحب والعطف الذي يحتاجه الطفل في
سنواته الأولى. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: " أن
امرأة قالت : يا رسول الله ، إن ابني هذا كان بطني له وعاء ، وثديي له سقاء ،
وحجري له حواء ، وإن أباه طلقني فأراد أن ينتزعه مني ، فقال لها رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " أنت أحق به ما لم تنكحي " (رواه أبو داود). وهذا يدل
على أن الأم لها الأولوية في حضانة الطفل طالما لم تتزوج بعد الطلاق أو وفاة
الزوج.
الأصل في الحضانة للأم:
تُعدّ الأم أحق بحضانة طفلها الذكر أو
الأنثى ما لم تتوافر مانعات شرعية تمنعها من ذلك.
شروط الحضانة للأم:
الإسلام: يشترط أن تكون الحاضنة مسلمة،
فلا حضانة لكافرة على مسلم.
البلوغ: يشترط أن تكون الحاضنة بالغة
رشيدة، فلا حضانة لصغيرة.
العقل: يشترط أن تكون الحاضنة عاقلة،
فلا حضانة لمجنونة.
العدالة: يشترط أن تكون الحاضنة عادلة،
فلا حضانة للفاسقة الظاهرة الفسق.
القدرة على القيام بواجبات الحضانة:
يشترط أن تكون الحاضنة قادرة على القيام بواجبات الحضانة من رعاية الطفل وتنشئته
وتوفير احتياجاته.
الأمان: يشترط أن يكون مكان الحضانة
آمنًا على الطفل.
خلو الحاضنة من الأمراض المعدية: يشترط
أن تكون الحاضنة خالية من الأمراض المعدية التي قد تُعرض صحة الطفل للخطر.
عدم الزواج من أجنبي: يشترط أن لا تكون
الأم متزوجة من أجنبي عن المحضون، فإذا تزوجت من أجنبي سقطت حضانتها.
لماذا قضت الشريعة بأفضلية الأم في الحضانة:
الحنان والعاطفة: تتمتع الأم بحنان
وعاطفة فطرية تجاه طفلها، مما يجعلها أكثر قدرة على رعايته وتربيته.
المعرفة بفطرة الطفل: تُعدّ الأم أكثر
معرفة بفطرة طفلها واحتياجاته النفسية والجسدية.
الصبر: تتمتع الأم بالصبر على طفلها،
خاصةً في سنواته الأولى التي تتطلب رعاية خاصة.
مراحل الحضانة للأم:
مرحلة الرضاعة: للأم حق الحضانة المطلقة
لطفلها حتى يتم فطامه، أي اكتمال عامين من عمره.
مرحلة التمييز: بعد بلوغ الطفل سن
التمييز، أي سبع سنوات، يُخير بين البقاء مع أمه أو الانتقال إلى أبيه.
مرحلة البلوغ: بعد بلوغ الطفل سن
البلوغ، تسقط حضانة الأم عنه.
موانع حضانة الأم:
الزواج من أجنبي: كما سبق ذكره، فإن
زواج الأم من أجنبي عن المحضون يُسقط حقها في الحضانة.
الفسق الظاهر: إذا ثبت فسق الأم فسقًا
ظاهرًا، فإن حضانتها تسقط.
الإهمال في رعاية الطفل: إذا ثبت إهمال
الأم في رعاية طفلها، فإن حضانتها قد تسقط.
الزواج من كافر: لا حضانة لأم كافرة على
طفل مسلم.
السجن: إذا سُجنت الأم مدة طويلة، فإن
حضانتها قد تسقط.
انتقال الحضانة بعد الأم:
إذا سقطت حضانة الأم لأي سبب من
الأسباب، فإن الحضانة تنتقل إلى جدة الأم لأمها، ثم إلى جدة الأم لأبيها، ثم إلى
خالة الأم، ثم إلى خالة الأب، ثم إلى عمة الأم، ثم إلى جدة الأب لأمها، ثم إلى جدة
الأب لأبيه، ثم إلى الأب، ثم إلى الأخت الشقيقة، ثم إلى الأخت لأم، ثم إلى الأخت
لأب، ثم إلى الخالة الشقيقة، ثم إلى الخالة لأم، ثم إلى الخالة لأب.
حقوق الطفل في الحضانة
الإسلام يعزز حقوق الطفل في الحصول على
الرعاية الكاملة من الحاضن. تشمل هذه الحقوق:
1. الحق في التعليم: يجب على الحاضن
توفير التعليم المناسب للطفل.
2. الحق في الصحة: يجب توفير الرعاية
الصحية المناسبة.
3. الحق في الأمان: يجب أن يعيش الطفل
في بيئة آمنة ومستقرة.
4. الحق في النفقة: يجب أن يوفر الحاضن
الطعام والملابس والمأوى للطفل.
دور الأب في الحضانة
رغم أن الحضانة تُعطى للأم أولاً، إلا
أن الأب يلعب دورًا مهمًا في حياة الطفل، حيث يكون مسؤولًا عن النفقة وتوفير الدعم
المالي. يظل للأب حق زيارة الطفل ومتابعة نموه وتعليمه، حتى وإن كانت الحضانة
للأم.
تعتبر حضانة الأم في الإسلام نظامًا
يهدف إلى ضمان رعاية الأطفال بشكل كامل وتوفير البيئة المناسبة لهم للنمو والتطور.
من خلال إعطاء الأولوية للأم في الحضانة، يؤكد الإسلام على أهمية العلاقة الفطرية
بين الأم والطفل، وفي نفس الوقت يضمن حقوق الطفل في الحصول على الرعاية والحب
والدعم من أفراد الأسرة الآخرين عند الحاجة.
ملاحظة:
هذه المقالة هي ملخص شامل لشروط حضانة
الأم للطفل في الشريعة الإسلامية، ويُنصح بالرجوع إلى المراجع الفقهية المتخصصة
لمعرفة المزيد من التفاصيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق