تاريخ بناء الكعبة المشرفة
هي أول بيت وضعه الله للناس مباركاً وهدىً وأقدم معبد مقدس في الشرق الأوسط ، فلقد بناه سيدنا إبراهيم جد الأنبياء وولده إسماعيل عليهما السلام
يقول الله جلا وعلا ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم )
وكان إسماعيل (ع) يجيء بالأحجار وإبراهيم (ع) يبنيها حتى إذا ارتفع البناء إلى قامة الرجل جيء بالحجر الأسود ووضع في مكانه.
وتذهب الروايات إلى أن البيت العتيق كان حين بناه إبراهيم (ع) في علو تسعة أذرع وفي مساحة تبلغ عشرين ذراعاً في ثلاثين إنه قد كان له بابان ولم يكن عليه سقف.
أما الحجر الأسود فقيل إن جبريل أتى به من السماء وقيل بل صحبه آدم معه من الجنة حين هبط إلى الأرض وإنه كان أبيضاً ناصعاً ولكنه اصبح أسوداً من خطايا الناس ، وقيل غير ذلك
وأيضاً ذهبت الروايات إلى أن الكعبة بقيت على بناء سيدنا إبراهيم (ع) إلى أن جدد بناءها قصي بن كلاب الجد الخامس للنبي (ص) وأنها بقيت على بناء قصي حتى بلغ النبي (ص) الخامسة والثلاثين من عمره الشريف ، فجاء سيل عظيم وأمطار غزيرة جرفت جدران الكعبة وفرقتها ،فجددت قريش بناءها ، ولما ارتفع البناء إلى قامة الرجل ، وآن آوان وضع الحجر الأسود اختلفت القبائل أيها يكون لها الفخر في وضع الحجر بمكانه وكادت الحرب أن تشب لولا أن حكموا محمداً (ص) الذي كان معروفاً بالصادق الأمين ، فنشر ثوبه وأخذ الحجر بيده ووضعه فيه ثم قال ليأخذ كبير كل قبيلة بطرف
وحملوه جميعاً حتى إذا حاذى الموضع تناوله سيدنا محمد (ص) بيده ووضعه في موضعه ، فصلى الله عليك يا رسول الرحمة يامن أرضيت الله والناس وكان هذا منك دليلاً على أنك رحمة للعالمين قبل الرسالة وبعدها
وبقيت الكعبة على هذا البناء ، حتى آل الأمر إلى يزيد في الشام ونازعه على الحكم ابن الزبير في الحجاز ، فحاصر جيش يزيد مكة ونصب على جبالها المنجنيق ورمى مكة بعشرة آلاف حجر فشب فيها الحريق ، وانتهى الأمر إلى هدمها ، فأعاد بناءها ابن الزبير وعلى ماكانت عليه من قبل بدون تعديل ونصب حولها سياجاً من خشب
ولما آل الأمر إلى عبد الملك بن مروان حاصر الحجاج ابن الزبير وقتله بعد أن كان قد هدم شيئا من الكعبة ، وأعاد الحجاج بناء ما انهدم أو تصدع وغير جدار الكعبة عما كان عليه وسد أحد أبوابها وهو الباب الغربي
وبقيت الكعبة على تعديل الحجاج حتى سنة ١٠٤٠هجري حيث هطلت أمطار غزيرة أودى بجدران الكعبة ، فأجمع المسلمون في كل مكان على بنائها ، وجمعوا التبرعات من شتى الأقطار الإسلامية وأعادوها على الحال التي هي عليه الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق