ضربات جوية إسرائيلية تقصف مقرّين عسكريين على أطراف دمشق
قامت قوات جوية إسرائيلية بتنفيذ غارات على مقرّين عسكريين بالقرب من العاصمة دمشق يوم الخميس، وذلك بحسب ما أفادت به وكالة سانا السورية، وذلك في إطار سلسلة من الهجمات التي شملت ساعات سابقة غارات جوية أخرى ضربت العاصمة ووسط سوريا.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قامت بضرب مواقع ونقاط عسكرية ضمن الفرقة الأولى المحيطة بمدينة الكسوة، إضافة إلى الهجوم على اللواء 75 في بلدة المقيليبة بريف دمشق، دون توافر تفاصيل دقيقة عن حجم الخسائر التي لحقت بالمواقع المستهدفة.
وقد كثّفت إسرائيل من غاراتها الجوية على الأراضي السورية، معلنة أن هذه الهجمات بمثابة تحذير موجه للحكام الجدد في دمشق، في ظل اتهامات متبادلة تتضمن اتهام تركيا بمحاولة فرض وصايتها على سوريا. وفي هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي ليلة الأربعاء عن تنفيذ ضربات في مناطق دمشق وحماة وحمص، مشيرًا في بيانه إلى ضربه لقدرات عسكرية في منطقتي (حماة) و(T4) بريف حمص السوريتين، إلى جانب عدة بنى تحتية عسكرية في منطقة دمشق، مؤكدًا عزمه على إزالة أي تهديد على مواطنيه.
وتزامنت هذه الغارات مع مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل 9 سوريين من سكان درعا، وذلك أثناء محاولة قوات عسكرية مواجهة توغل في حرج سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل في الريف الغربي للمحافظة.
وأفادت مصادر سورية بأن الطائرات الإسرائيلية شنت نحو 18 غارة على مطار حماة العسكري، مما أدى إلى تدمير المدرج الرئيسي وتعرض طائراته وأبراجه لأضرار جسيمة، فيما أسفرت هذه الضربات عن مقتل 4 عناصر تابعة لوزارة الدفاع السورية.
في بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية، وُصفت هذه الهجمات بأنها "تصعيد غير مبرر" شمل خمس مناطق مختلفة خلال 30 دقيقة، مما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين. واعتبرت الوزارة أن هذا التصعيد محاولة متعمدة لزعزعة استقرار سوريا وإطالة معاناة شعبها.
على الصعيد الدولي، أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسون، عن قلقه من التصعيد العسكري المتكرر والمتزايد، محذرًا من أن هذه الأعمال قد تؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد في وقت حساس للغاية. كما دعا المسؤولون الدوليون إلى ضبط النفس والالتزام بالقانون الدولي، مطالبين بوقف الإجراءات أحادية الجانب على الأرض واحترام سيادة سوريا والاتفاقيات القائمة.
وفي ظل هذه التطورات، زادت الدعوات لضرورة عقد جلسات طارئة في مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في المنطقة، حيث يشير المحللون إلى أن التصعيد العسكري الأخير قد يؤدي إلى تبعات أوسع على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. كما يبقى المجتمع الدولي في حالة ترقب، مع التركيز على إيجاد حلول دبلوماسية تقلل من حدة التوتر وتمنع المزيد من التصعيد العسكري الذي قد يؤثر سلباً على حياة المدنيين في كلا الجانبين.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق