الربا .. بين فهم النص والواقع المعاصر
مما لاشك ولاريب ان الربا من المحرمات في الاسلام لقول الله تعالى ( و احل الله البيع وحرم الربوا) سورة البقرة الاية ٢٧٥
ولاحاديث الرسول ( ص ) عن حرمة الربا ومنها حديث ( اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا يارسول وماهن ؟ قال الشرك بالله، والسحر ،وقتل النفس إلا بالحق، وأكل الربا، واكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)
والآيات والاحاديث في حرمة الربا كثيرة
- ولكن وهنا ارجوا من القارئ ان ينتبه جيدا لعدة امور مهمة جدا
١ - العملة التي كانت في عهد النبي (ص) كانت الدرهم وهو مصنوع من الفضة والدينار وهو مصنوع من الذهب
(اذاً كان يقصد الفضة والذهب) ولم يقصد البنك المركزي الذي اصلاً لم يكن موجوداً في ذلك العهد
بالاضافة ان البنك يطبع اموال مصنوعة من ورق وليس من فضة او ذهب
٢- مما يؤكد هذا اتفاق الأئمة الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة والجعفرية أن الربا في الذهب والفضة
٣- على القارئ أن يعلم جيدا أنه في ١٥ اب ١٩٧١ قام الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون بعملية فك ارتباط العملات بالذهب ، وتعويم الدولار وتحكمه بالعرض والطلب وبسعر الفائدة في قيمة العملات الى هذا اليوم ، وبهذا اصبح الدولار الامريكي الاحتياطية والرئيسية في العالم ، وهذا مادفع البنوك المركزية لكل دول العالم الى الاحتفاظ بالدولار لثبات قيمة عملتها
من هنا استقرأ علماء الامة المعاصرين في موضوع البنوك والمعاملات فمنهم من حرمها جملة وتفصيلا وقالوا دليلنا هي الايات والاحاديث
ومنهم من قال بل انها حلال وعلى رأسهم علماء الازهر الشريف
وقالوا انه لاعلاقة للربا في الذهب والفضة بالاوراق النقدية المطبوعة في البنوك ، كما وضحوا ان الاحاديث والايات لاعلاقة لها بموضوع البنوك ، وقالوا لوكان ذلك لقلنا انها حرام وان مستحلها كافر واتهموا من حرمها بانهم كمن اطلق اسم الخنزير على الخاروف وقال لحمه حرام وهو خاروف وليس بخنزير فهم اطلقوا صفة الربا على البنوك ولا ارتباط بينهم و لاعلاقة للربا في موضوع البنوك وخاصة في زماننا البنك المركزي المرتبط بالدولار الامريكي مباشرة في قيمته او بغير الدولار من الاوراق المطبوعة ولكن ذكرنا الدولار لشدة هيمنته على العالم
ومثال ذلك للتوضيح في هذه الايام التي نشهد فيها الغلاء اذا ما سألت التاجر لماذا كل هذا الغلاء فانه يقول لك ان سعر الدولار في صعود بالنسبة لعملة البلد
وعلى هذا الاساس قال العلماء ان اموال الفائدة التي تعطيها البنوك هي اموال حلال والسبب ان الشخص حينما يودع امواله في البنك يقوم البنك باستثمار هذا المبلغ في مجالات اخرى وهذا الاستثمار يدر ربحا للبنك
بقلم : علي ملا نوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق