الرحمة بين الإسلام و المسيحية
كانت رحلة الصحابة ( ر . ض) طويلة وتحمل في طياتها آلام الغربة ومشقة الطريق فضلاً عن تربص الاعداء لهم
زم شفتيه واطلق تنهيدة وحبات العرق تملئ جبهته واستدار إلى عميد القافلة وسيدها جعفر ابن ابي طالب (ر.ض) وقال له متسائلاً
لماذا الى الحبشة ؟ فالرحلة طويلة ومضنية
فابتسم جعفر وقال له ألم تسمع رسول الله (ص) يقول اذهبوا الى الحبشة فإن بها ملكاً لايظلم احدا
سبحان الله !!!! يعبرون مئات الاميال ليصلوا الى رجل مسيحي حتى يلوذو به من بطش قريش وقسوتها عليهم فقد ضاقت بهم الارض بما رحبت من شدة الألم وحقد المشركين بهم فما كان منهم إلا أن لجؤا إلى النجاشي ليكون المدافع والمحامي عنهم
وما ان وصلوا اليه واستقر بهم الحال وارتاحت قلوبهم واجسادهم المتعبة حتى وصلت كتيبة المنافقين من قريش الى الحبشة تترصد الصحابة لكي تحرض النجاشي عليهم ، وكم حالوا بمكرهم وتحريضهم وكل هدايا الرشوة اليه لكي يظلمهم ويطردهم حتى وصل بهم الحال ان يقولوا له ان القوم يقولون في مريم عليها السلام مقالة لن تعجبك
فانتفض جعفر ( ر.ض) يتلوا على مسامع النجاشي ايات مباركة من سورة مريم
وماهي الا لحظات إلا وغيوم الحب والرحمة انبأت بأمطار وسيول تفيض من عين النجاشي وسالت دموعه من شدة التأثر بسورة مريم المباركة
فما كان منه الا ان قال للمنافقين خذوا هدايكم فوالله ان القوم على حق وانكم على باطل
ابتهج جعفر والصحابة لقول النجاشي وكلام رسول الله (ص) لازال في اسماعهم يخفق فيها ملك لايظلم عنده احدا
وسارت الايام وعقد رسول الله (ص) الذهاب الى الطائف عسى ان يلتمس منهم الاستجابة للإسلام فما كان منهم إلا أن ظلموه وشتموه ورموه بأحجار الحقد والجهل
سالت من جسده الطاهر الدماء وانحنى قرب بستان يستريح تحت ظله ويستغفر لقومه وماهي الا لحظات حتى يأتي غلام مسيحي حاملا بين يديه قطفاً من العنب قدمها بين يدي رسول الله (ص) وراح يمسح عنه الدماء ويتمتم ودموعه على وجنتيه كيف تفلح أمة اذت نبيها
فما كان من رسول الله الا ان قبله ودعا له وما كان من الغلام الا ان عشق النبي واسلم على يديه...
وحينما فتح الله على المسلمين واشتد عود الاسلام وكان الرسول (ص) في المسجد استأذن ثلاثة قساوسة الرسول ان يخرجوا لكي يمارسوا شعائرهم خارج المسجد بعد ان انهوا حديثم مع النبي ، فما كان منه إلا ان قال لهم وهذا بيت الله صلو فيها صلاتكم فكلنا نعبد الله وقال للصحابة من أذى ذمياً فقد آذاني يقصد النصارى
وتزوج رسول الله (ص) من ماريا المسيحية من بلاد الاقباط في مصر واكرمها واحبها وانجبت له طفلا كان بجمال ورقة النبي (ص) وسماه ابراهيم وتعلق به ولكن الله توفاه وهو في عمر السنة فبكى رسول الله عليه وبكى الصحابة لبكاء النبي ( ص ) و هو يرى فلذة كبده يتلفذ انفاسه فقال له ولدي ابراهيم ان القلب ليحزن و ان العين لتدمع و انا لفراقك يا ابراهيم لمحزنون ولا نقول الا ما يرضي ربنا و انا لله و انا اليه راجعون
انها حكمة رائعة لاصحاب القلوب ان الله رزق الرسول ( ص) ولدا من امرأة مسيحية دون غيرها من نساء النبي بعد خديجة ( ر . ض ) ليفهم الناس ان رسالة الاسلام و المسيحية هي الحب و الخير لكل البشر .
انها حكمة رائعة لاصحاب القلوب ان الله رزق الرسول ( ص) ولدا من امرأة مسيحية دون غيرها من نساء النبي بعد خديجة ( ر . ض ) ليفهم الناس ان رسالة الاسلام و المسيحية هي الحب و الخير لكل البشر .
بقلم : علي ملا نوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق